بدءة اكتب حبيبتي

مَا أبرَدَ الشّتاء
وما أصعَبَ الرّحيل
عَن زهرِ المَساء
آهٍ يا حبيبي
ما أقسَى الفُراق
والأصدقاءُ حُداك
وَلكِن سَفَرُ أرواح
آهٍ يا حبيبي
إذا اشتدّ الأسَى
وعصَفَت في القلبِ الصّغيرِ
لوعةُ الأنانيّةِ والجَفا
آهٍ يا حبيبي
كَم صَفَت مِنّا مُقل
وكم سامَرَت نجمةٌ القَمر
لِتَترُكَهُ يَومَ العزاءِ وَحيداًُ ,, والأمل
آهٍ يا حبيبي
أَعتصِرُ مُخيّلَتِي بحثاً عَنك
مزّقتُ الدّفاتِرَ أُفتّشُ عَليك
وَجدتُ وَرقةً وَحيدة
وكلِمةُ شكرٍ لِزمنِ الصّمت
آهٍ يا حبيبي
حتّى الأرواحُ تخلّت عنّا
والظّلماتُ أمسَت تهرُبُ مِنّا
قالت أتشاءَمُ بِكُم ..
وبِها وبِالدّمعِ .. والدِّماء
آهٍ يا حبيبي
هَجَرَت معاقِلَنا السّنونُو
وضَاعت اليدُ الكانت تُلفّني
تحضُنُنِي يومَ الزّحام
ضاعَ معَها الأملُ والحبُّ
وأشياءٌ كثيرة ...
آهٍ يا حبيبي
نَسِيت معالمَ بيتِنا السّحاب
وعَربَدَ الكُفرُ تَحتَ وسائِدِنا
وَاستحكَمََت في أهوائِنا القَبلِيّات
وَقَتَلنَا الحقّ عصرَ المحاكمةِ الكُبرى
آهٍ يا حبيبي
لَم يَبقَ سِوى أَنتَ
أما أنّك إن آثرتَ الجَفافَ فَاعلم
أنّ ليَ الله قَبلكَ وبَعدك
ولَن آسى على الرّحيل
آهٍ يا حبيبي
يا مَن ملكت اليدَ والفُؤاد
سوف أشتاقُك يا نديمي
يا قلمي ...وكتابي
في يميني
اسير الشوق محمد